ما هي استراتيجية تداول الفائدة (Carry Trade)؟

ما هي استراتيجية تداول الفائدة (Carry Trade)

أساسيات تداول الفائدة على العملات (Carry Trade)

 

 

ما هي استراتيجية تداول الفائدة (Carry Trade)؟ تعلم كيف تستفيد من فروق أسعار الفائدة بين العملات، واكتشف آليات كسب الفائدة اليومية والمخاطر الكبرى المتعلقة بالرافعة المالية وتدخل البنوك المركزية…

المقدمة: استراتيجية “اقتراض الرخيص واستثمار الغالي”

 

 

يُعدّ تداول الفائدة على العملات (Carry Trade) من أكثر استراتيجيات التداول شيوعاً في سوق العملات الأجنبية (الفوركس). تقتصر هذه الاستراتيجية على فكرة بسيطة: شراء عملة عالية العائد (سعر فائدة مرتفع) وتمويل هذا الشراء بعملة منخفضة العائد (سعر فائدة منخفض).

يستخدم المتداول هذه الاستراتيجية في محاولة للاستفادة من الفرق بين سعري الفائدة (الذي يُعرف بـ “السواب” أو “الرول أوفر”). قد يكون هذا الفرق ضئيلاً يومياً، ولكنه قد يصبح كبيراً جداً اعتماداً على كمية الرافعة المالية المستخدمة.


النقاط الرئيسية

  • الفكرة الأساسية: اقتراض عملة بفائدة منخفضة لشراء عملة بفائدة أعلى.

  • آلية الربح: المتداول يحصل على فرق الفائدة اليومي طالما احتفظ بالصفقة مفتوحة.

  • المخاطر العالية: تنطوي هذه العمليات على مخاطر كبيرة لأنها غالباً ما تكون عالية الرافعة المالية، وأي تحرك عنيف ضد المركز قد يسبب خسائر كارثية.

  • الربح المزدوج: يمكن لمتداولي الحمل تحقيق الربح من الفائدة المكتسبة، بالإضافة إلى الربح المحتمل من ارتفاع قيمة زوج العملات.


 

آليات كسب الفائدة (السواب اليومي)

 

للدخول في تجارة الفائدة، يشتري المتداول زوج عملات يمثل:

  1. مركز طويل (شراء): على العملة ذات العائد العالي.

  2. مركز قصير (بيع): على العملة ذات العائد المنخفض.

 

 

كيفية حساب الفائدة اليومية (التقريبية)

 

يتم احتساب الفائدة اليومية التي يكسبها المتداول (أو يدفعها إذا كان الفرق سلبياً) وفقاً للمعادلة التقريبية التالية (مع الأخذ في الاعتبار أن البنوك تستخدم أسعار فائدة متغيرة لليلة واحدة):

الفائدة اليومية (سعر فائدة العملة الطويلة – سعر فائدة العملة القصيرة) 365 يوماً القيمة الاسمية للعقد

مثال: إذا كانت العملة التي تحتفظ بها بسعر فائدة 4.5%، والعملة التي تقترضها بسعر فائدة 0.1%. وعلى افتراض قيمة اسمية للعقد تبلغ 100,000 وحدة، فإن الفائدة اليومية التقريبية هي:

(0.0450 – 0.0010) 365 100,000 12 دولاراً تقريباً في اليوم

تذكير: هذا المبلغ (12 دولاراً) يربحه المتداول يومياً بمجرد الاحتفاظ بالصفقة، بصرف النظر عن حركة السعر.

لماذا تحظى هذه الاستراتيجية بشعبية كبيرة؟

 

  1. الرافعة المالية المُكثفة: عوائد الفائدة المباشرة قد لا تكون كبيرة، لكن غالبًا ما تُنفَّذ هذه الصفقات باستخدام رافعة مالية عالية (قد تصل إلى 100:1 أو أكثر)، مما يضخم العائد اليومي بشكل كبير.

  2. العائد المستمر: المستثمرون يفضلون هذه التداولات لأنها تحقق عائدًا من الفائدة حتى لو لم يتحرك سعر زوج العملات قيد أنملة. متداول الفائدة المقترضة يربح فرق السواب حتى لو كان السعر ثابتاً.

  3. بيئة التقلبات المنخفضة: عادةً ما تحقق صفقات التداول بالفائدة أداءً جيداً في بيئات منخفضة التقلبات. يشعر متداولو الحمل بالسعادة إذا لم يتغير سعر العملة كثيراً، لأنهم سيظلون يجنون عائد الرافعة المالية.

 

 

المخاطر الكبرى في تجارة الفائدة

 

تجارة الفائدة هي استراتيجية طويلة الأجل وتنجح فقط عندما تكون الأسواق راضية ومتفائلة. لكنها تنطوي على مخاطر كبيرة يمكن أن تنهار معها الاستراتيجية:

1. تغيرات البنوك المركزية وأسعار الفائدة (المخاطر الأساسية)

 

تُصبح ربحية صفقات الفائدة موضع شك عندما تبدأ الدول التي تُقدم أسعار فائدة مرتفعة بخفضها، أو عندما ترفع الدول ذات الفائدة المنخفضة أسعارها (كما حدث مع الين الياباني مؤخراً).

  • الانهيار الفوري: تفشل هذه الاستراتيجية فوراً إذا انخفض سعر الصرف بأكثر من متوسط العائد السنوي المكتسب من الفائدة. على سبيل المثال، إذا ربحت فائدة سنوية، وخسرت بسبب انخفاض قيمة العملة، فإن الصفقة خاسرة.

  • التحول الكبير: يمثل التحول الأولي في السياسة النقدية (رفع الفائدة أو خفضها) تحولاً كبيراً في اتجاه العملة.

 

 

2. مخاطر التدخل والتقلبات العنيفة

 

  • تدخل البنك المركزي: قد تتدخل البنوك المركزية لوقف الارتفاع المفرط لعملتها (لأن هذا يضر الصادرات) أو لوقف الضعف المفرط لها. أي إشارة إلى التدخل قد تعكس مكاسب تجارة الفائدة المربحة.

  • مخاطر الرافعة المالية والتصفية: الرافعة المالية تضخم الأرباح والخسائر بنفس القدر. إذا تحرك السوق بعنف ضد المركز، قد تكون الخسائر أكبر بكثير، وقد يتعرض الحساب لـ عملية تصفية (Margin Call) تؤدي إلى خسارة رأس المال بالكامل.

 

 

كيفية حماية نفسك وتنويع محفظتك

 

  1. التنويع (Diversification): أفضل طريقة لتقليل المخاطر هي تنويع محفظتك من خلال إنشاء سلة من العملات ذات العائد المرتفع مقابل سلة من العملات ذات العائد المنخفض. لن يؤدي فشل أحد أزواج العملات إلى خسارة محفظتك بالكامل.

  2. التحوط بالخيارات (Hedging): يمكن للمستثمرين التحوط لمراكزهم بشراء الخيارات (Options). يمكنك استخدام الخيارات للحد من الخسائر المحتملة في حال تذبذب سعر صرف العملة بشكل كبير ضدك.

  3. المنظور طويل الأجل: تجارة الفائدة هي استراتيجية طويلة الأجل، تناسب المستثمرين الذين يحتفظون بمراكزهم لأشهر أو حتى سنوات، حيث يركزون على الحصول على الربح من الفائدة أثناء الانتظار.

 

 


الخلاصة

تجارة الفائدة هي استراتيجية مجزية لكنها محفوفة بالمخاطر. يكمن مفتاح النجاح فيها في التحليل الأساسي العميق، وتتبع الاتجاه المستقبلي لأسعار الفائدة وليس فقط السعر الحالي، والالتزام بإدارة مخاطر صارمة لتفادي الخسائر الكارثية الناتجة عن التقلبات العنيفة أو تغييرات سياسات البنوك المركزية. يُنصح بالتواصل مع وسيط موثوق وفهم آليات التداول جيداً قبل خوض غمار هذه التجربة.


اقرأ أيضًا ضمن سلسلة “استراتيجيات ومفاهيم تداول الفوركس المتقدمة”

ما هي استراتيجية تداول الفائدة (Carry Trade)؟

تكافؤ أسعار الفائدة (IRP) في الفوركس

الأنماط التوافقية في الفوركس

أساسيات التداول الخوارزمي في سوق الفوركس

 


 

مشاركة

LinkedIn
Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram
Email

القائمة