العبء النفسي للديون وكيفية التعامل معها
العبء النفسي للديون وكيفية التعامل معها!
ليس من المستغرب أن يكون للدين تأثير كبير على صحتك العقلية. رصيدك، والفائدة المتراكمة، وتسديد الدفعات الشهرية، وحتى الظروف التي تضعك في الديون في المقام الأول، كلها يمكن أن تؤثر سلبًا على شعورك تجاه أموالك.
في حين أنه من الواضح أن الموارد المالية لها تأثير على الصحة العقلية، فإن العكس هو الصحيح أيضًا.
يمكن أن تؤثر صحتك العقلية على أموالك، للأفضل أو للأسوأ – ولهذا السبب من المهم إدارة ديونك وعافيتك العقلية وفهم الدور الذي يجب أن يلعبه كل منهما في حياتك.
كيف يؤثر الدين على صحتك العقلية
يمكن أن يكون للدين تأثير على كل جانب من جوانب حياتك. في حين أن التأثير المباشر للدين هو على أموالك، فإن أموالك (والدين نفسه) يمكن أن تؤثر على قراراتك اليومية، وأحداث حياتك، وصحتك العقلية بشكل عام.
بالنسبة للكثيرين، فإن كونهم مدينين يكفي للضغط على صحتهم العقلية. ما يقرب من نصف (47 بالمائة) المشاركين في استطلاع رأي حول العافية المالية أشاروا إلى أن الديون لها تأثير سلبي على صحتهم العقلية. وفي نفس الاستطلاع، قال 29% من المشاركين إن المال له تأثير سلبي على صحتهم العقلية بشكل يومي.
يمكن أن تؤثر مشاعر التوتر حول الديون سلبًا على حياتك اليومية. أفاد المشاركون في الاستطلاع الوطني لتخفيف الديون أنهم فقدوا ما يزيد عن 200 ساعة من النوم في المتوسط سنويًا – أو أكثر من 30 دقيقة كل ليلة – بسبب ديونهم.
قد ينتهي الأمر أيضًا بالذين يعانون من الديون إلى رفض الأنشطة اليومية التي يمكن أن توفر مصدرًا للمتعة.
قال المشاركون في استطلاع الرأي إنهم رفضوا الخروج لليلة مع الأصدقاء أو حتى حضور حفل زفاف بسبب ديونهم.
التأثير طويل المدى للصحة العقلية والمالية
يمكن أن يتجاوز تأثير الديون على صحتك العقلية فقدان النوم وتفويت الأنشطة الترفيهية. يمكن أن تكون التأثيرات طويلة المدى وأكبر من ذلك بكثير.
يمكن للدين أن يغير القرارات التي تتخذها في حياتك، سواء كانت كبيرة أو صغيرة. ووفقًا لاستطلاع الرأي، فكر ثلاثة من كل خمسة شملهم الاستطلاع في تأجيل الزواج لتجنب تحمل ديون شركائهم.
ويشير أكثر من النصف (54%) إلى أن الديون هي السبب الرئيسي للتفكير في الطلاق.
يمكن أن يؤدي وجود الديون أيضًا إلى تأخير المعالم المالية الرئيسية.
يمكن أن يؤثر الدين على درجة الائتمان الخاصة بك مما قد يؤثر على قدرتك على استئجار أو امتلاك عقار، أو الحصول على قرض أو حتى الحصول على وظيفة.
ذكر أكثر من النصف (59 بالمائة) من المشاركين في استطلاع للرأي لعام 2022 أن قروضهم الطلابية تسببت في تأجيل بناء صندوق الطوارئ أو مدخرات التقاعد الخاصة بهم.
يمكن أن تعني حسابات الادخار والتقاعد الفارغة في حالات الطوارئ أنه ليس لديك احتياطي نقدي ليوم ممطر أو عندما تترك القوى العاملة مما يضيف طبقة إضافية من التوتر .
إن عدم توفير ما يكفي للتقاعد على وجه الخصوص هو مصدر رئيسي للندم المالي للكثيرين، وفقًا لاستطلاعات الرأي.
كل هذا يمكن أن يؤدي إلى ضغوط طويلة الأمد والتي تأتي مع مجموعة متنوعة من العواقب. حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإجهاد طويل الأمد الذي بدوره يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في القلب، والاكتئاب، ومشاكل في الجهاز الهضمي، وتوتر العضلات والألم، ومشاكل في الذاكرة، والصداع.
بالنسبة للكثيرين، لا يمكن لهذه المشكلات المرتبطة بالتوتر أن يكون لها تأثير مباشر على صحتهم فحسب، بل على كيفية معالجة ديونهم وإدارة التوتر.
وفقًا لبعض استطلاعات الرأي التي أُجريت قال 69% من المشاركين إن التعرض للتوتر على المدى الطويل جعلهم ينسحبون من الأشياء التي يحبونها، الأمر الذي يمكن أن يزيد من دائرة القلق. آليات التكيف مثل الإنفاق العاطفي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الديون.
العلاقة بين الدين والضغط النفسي واضحة. ومع ذلك، هذا لا يعني أنك لا تستطيع إدارة صحتك المالية وصحتك العقلية.
من خلال التحكم في أموالك وصحتك العقلية، يمكنك المساعدة في التأكد من أن ديونك وضغوطك لن تسيطر على حياتك.
طرق لإدارة ديونك وتوقعاتك
تعد السيطرة على أموالك إحدى الخطوات الأولى لإدارة ديونك وتوقعات صحتك العقلية إذا كان المال أحد مصادر التوتر لديك.
يمكن أن تساعدك إدارة أموالك على الشعور بمزيد من التحكم في سداد ديونك، بالإضافة إلى إدارة حالات الطوارئ أو النفقات غير المتوقعة.
فيما يلي بعض الخطوات التي يمكن التحكم فيها لمساعدتك على البدء:
1. وجود خطة سداد طويلة الأجل
أولاً، حدد خطة السداد طويلة المدى. في حين أن سداد الحد الأدنى من سداد قرضك كل شهر قد يبدو أمرًا سهلاً، فقد ترغب في التفكير في سداد ديونك باستخدام أساليب الانهيار الجليدي أو كرة الثلج .
إن استخدام طرق السداد مثل هذه يمكن أن يساعدك على تركيز أموالك بشكل استراتيجي بطريقة تسدد ديونك بسرعة أكبر وبشكل مستدام.
اقرأ أيضًا: ما هي استراتيجيات تسديد الديون؟!
2. بناء صندوق الطوارئ
بعد ذلك، قم ببناء صندوق للطوارئ . يمكن أن يساعدك صندوق الطوارئ في منحك راحة البال عندما يحدث ما هو غير متوقع، ويمنحك وسيلة لمواصلة سداد دفعتك إذا فقدت وظيفتك أو واجهت نفقات غير متوقعة.
البدء صغيرًا يمكن أن يكون وسيلة مستدامة لبناء صندوقك. إحدى الطرق التي يمكنك البدء بها هي تحديد هدف منخفض – مثل 500 دولار – وتوفير القليل كل يوم، قبل أن تضع نصب عينيك هدفًا أكبر يتمثل في نفقات المعيشة لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر.
دليلك لصندوق الطوارئ الخاص بك Emergency fund
3. قم بتضمين الأشياء الممتعة في ميزانيتك
هناك عامل مهم آخر يجب مراعاته عند سداد الديون وهو ترك مساحة في ميزانيتك للأشياء الممتعة في الحياة.
أثناء دفع فواتيرك، وإدارة ديونك وإنشاء صندوق للطوارئ، كلها أمور مهمة، لا يتعين عليك تخصيص 100 بالمائة من أموالك لاحتياجات ميزانيتك.
كما غطينا، يمكن للديون في كثير من الأحيان أن تجعل المقترضين يرفضون قضاء الوقت مع أصدقائهم أو حضور الأحداث المهمة التي يمكن أن تؤثر سلبًا على حياتك الاجتماعية وصحتك العقلية.
بدلًا من تقييد نفسك تمامًا، لا بأس في إنفاق القليل من المال على قهوتك المفضلة أو زوج جديد من الأحذية أو وجبة فاخرة عندما يكون لهذه الأشياء الصغيرة تأثير إيجابي على صحتك العقلية العامة.
الشيء الذي يضيء يومك يمكن أن يقطع شوطًا طويلًا.
4. التركيز على الرعاية الذاتية
بغض النظر عن مستوى التوتر الذي تشعر به، تعد الرعاية الذاتية جانبًا مهمًا في إدارة توقعات صحتك العقلية.
إن مراجعة أخصائي الصحة العقلية وممارسة اليقظة الذهنية والحد من استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي ليست سوى عدد قليل من الطرق التي يمكنك من خلالها المساعدة في السيطرة على التوتر لديك.
وفي الختام:
إن صحتك العقلية وعافيتك المالية هما عاملان مرتبطان ارتباطًا وثيقًا بالطريقة التي تعيش بها حياتك.
في حين أن الدين يمكن أن يكون مصدرًا للتوتر والقلق، فإنه ليس من الضروري أن يكون كذلك. من خلال السيطرة على ديونك، وإعطاء الأولوية لصحتك العقلية وإيجاد الموارد المناسبة، يمكنك البدء على الطريق نحو صحة عقلية ومالية أفضل، خطوة بخطوة.
إذا كنت تريد معرفة المزيد حول إدارة أموالك وصحتك العقلية وخطة سداد الديون، فاطلع على سلسلة المقالات المستمرة الخاصة بـ wiki حول كل ما يتعلق بالديون. شاهد هذه المساحة للحصول على النصائح والحيل والقصص الحصرية من القراء مثلك ورحلات سداد ديونهم.