الفرق بين السياسة النقدية والسياسة المالية

الفرق بين السياسة النقدية والسياسة المالية!

الفرق بين السياسة النقدية والسياسة المالية؟!

كون السياسات النقدية والمالية من أهم أدوات إدارة الحكومات للاقتصاد، فهي تعتبر حاسمة للحفاظ على استقرار الاقتصادات خلال الركود، وتعزيز النمو، والسيطرة على التضخم.

وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك اختلافات واضحة بين هاتين السياستين، ومن المهم فهم هذه الاختلافات لاتخاذ قرارات اقتصادية مستنيرة.

 

في هذا المحتوى، سنستكشف هذه الاختلافات بشكل مفصل بين السياسة النقدية والسياسة المالية، ونستعرض مزايا وقيود كل منهما عبر الفقرات التالية:

 

  • ما هي السياسة النقدية وما هي أدواتها؟
  • ما هي مزايا السياسة النقدية؟
  • ما هي السياسة المالية وما هي أدواتها؟
  • ما هي مزايا السياسة المالية؟
  • ما هي الفروقات بين السياسة النقدية والسياسة المالية؟

 

 ما هي السياسة النقدية؟

 

السياسة النقدية هي مجموعة الإجراءات التي يتبعها البنك المركزي لإدارة كمية النقد والائتمان المتاحة في الاقتصاد.

وتهدف السياسة النقدية في المقام الأول إلى الحفاظ على استقرار أسعار السلع والخدمات وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام.

ولتحقيق هذه الأهداف، يقوم البنك المركزي بتعديل أسعار الفائدة وضبط المعروض النقدي، واستخدام أدوات أخرى متاحة له للتأثير على المستوى العام للنشاط الاقتصادي.

 

ما هي أدوات السياسة النقدية؟

 

يمتلك البنك المركزي عدة من الأدوات من أجل تنفيذ سياسة نقدية خاصة وتشمل:

 

  • أسعار الفائدة: يمكن للبنك المركزي أن يستخدم سعر الفائدة من أجل التأثير على التكلفة المستخدمة للإنفاق والاقتراض في الاقتصاد. كما أن انخفاض سعر الفائدة يشجع الإنفاق والاقتراض أيضاً، وهذا ما يمكن أن بحفز النشاط الاقتصادي.
  • متطلبات الاحتياطي: يمكن للبنوك المركزية أن تطلب من البنوك الاحتفاظ بمبلغ معين من النقد كاحتياطي لضمان قدرتها على الوفاء بالتزاماتها. حيث يمكن أن يؤثر تعديل متطلبات الاحتياطي على مقدار الأموال المتاحة للبنوك للإقراض ، مما قد يؤثر على النشاط الاقتصادي.
  • العمليات المتعلقة بالسوق المفتوحة: يمكن للبنك المركزي بيع وشراء السندات الحكومية عبر السوق المفتوحة وذلك من أجل التأثير بالمعروض النقدي. وذلك عبر تداول السندات الحكومية، يضخ البنك المركزي النقد في الاقتصاد، في حين يمحي بيع السندات النقد من عملية التداول.

 

ما هي مزايا السياسة النقدية؟

 

تُعَدُّ السياسة النقدية أداةً من أدوات السياسة الاقتصادية التي يستخدمها الحكومات والبنوك المركزية للسيطرة على النشاط الاقتصادي وتحقيق الاستقرار النقدي والاقتصادي.

 

وتتمتع السياسة النقدية بعدة فوائد، ومنها:

 

  1. تحقيق الاستقرار النقدي: تهدف السياسة النقدية إلى ضبط نمو العرض النقدي في الاقتصاد، وهذا يُسَهِمُ في المحافظة على استقرار قيمة العملة المحلية وتحقيق التوازن في الأسعار والتضخم.
  2. تحقيق الاستقرار الاقتصادي: من خلال تنظيم النشاط الاقتصادي وضبط سياسة الفائدة والسياسة النقدية، تستطيع كل من الحكومة والبنك المركزي تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتجنب الأزمات المالية والركود الاقتصادي.
  3. توجيه الاستثمارات: يمكن للسياسة النقدية أن تؤثر على أسعار الفائدة وتكاليف الائتمان، مما يُشجِّع على الاستثمار ويحفِّز النمو الاقتصادي.
  4. تعزيز الصادرات: تُوظَّف السياسة النقدية أحيانًا لتخفيض قيمة العملة المحلية، مما يعمل على تعزيز تنافسية الصادرات وتحفيز النمو الاقتصادي.
  5. تحسين السيولة المالية: عبر توفير السيولة المالية ودعم النظام المصرفي، تستطيع السياسة النقدية تحسين الوضع المالي للبنوك والشركات، وبالتالي تعزيز النشاط الاقتصادي.

 

و من المهم أيضًا أن نذكر أن السياسة النقدية تواجه بعض العيوب والتحديات، مثل صعوبة تنبؤ التأثيرات الاقتصادية الدقيقة وصعوبة تنفيذها بطريقة فعالة وذات تأثير.

 

ما هي السياسة المالية وما هي أدواتها؟

 

تدلنا السياسة المالية على إدارة الاقتصاد عبر الضرائب والإنفاق الحكومي ويكون السعي إلى الاستقرار الاقتصادي خلال فترة الانكماش هو الهدف الرئيسي التي تسعى إليه السياسة المالية

إضافة إلى إدارة التضخم ودعم النمو الاقتصادي.

وللوصول إلى ذلك يجب أن تعمل الحكومة على خفض النفقات الحكومية إضافة إلى تعديل المعدلات الخاصة بالضرائب عبر استخدام أدوات خاصة مؤثرة بالنشاط الاقتصادي.

 

كما تتمثل أدوات السياسة المالية للحكومات في العديد من النقاط التي تساعدها في تنفيذ سياستها المالية، وتشمل ما يلي:

 

  1. الإنفاق الحكومي: حيث يمكن للحكومات زيادة أو تخفيض الإنفاق على مشاريع البنية التحتية والتعليم وغيرها من البرامج بهدف تعزيز النشاط الاقتصادي
  2. الضرائب: حيث يمكن للحكومات تعديل معدلات الضرائب لتأثيرها على الإنفاق الاستهلاكي وتشجيع الاستثمار أو تثبيطه.
  3. مدفوعات التحويل: حيث يمكن للحكومات تقديم المساعدات المالية للأفراد أو الشركات بهدف تعزيز النشاط الاقتصادي.

 

وهذه الأدوات تساهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق الاستقرار المالي، حيث توجه الحكومات قراراتها المالية نحو تحقيق التوازن بين الإيرادات والنفقات المتاحة، وتعزيز الإنفاق بشكل فعال في المجالات التي تحتاج إلى دعم.

أيضًا، يمكن للأدوات المالية أن تنفذ عبر سياسات مالية تحفز النشاط الاقتصادي وتساهم في تنمية المجتمع وتحسين جودة الحياة للمواطنين.

 

ما هي مزايا السياسة المالية؟

 

تشمل مزايا السياسة المالية مايلي:

 

  1. التوازن المالي: تحقيق التوازن بين الإيرادات والنفقات في الميزانية العامة للدولة، مما يساعد في الحفاظ على استقرار الاقتصاد الوطني
  2. توجيه الاستثمارات: نحو القطاعات التي تعزز النمو الاقتصادي وتدعم التنمية المستدامة.
  3. التوازن بين الدخل والإنفاق: ضبط مستوى الإيرادات والنفقات بحيث يتم الحفاظ على استقرار المستوى العام للأسعار والتضخم.
  4. تشجيع الاستثمار الخاص: خفض معدلات الضرائب وتوفير تسهيلات مالية وضريبية لتشجيع الاستثمار الخاص وزيادة فرص العمل.
  5. تحسين جودة الحياة: توفير المزيد من الخدمات العامة وتعزيز التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية.
  6. التكافؤ الاجتماعي: تحقيق التكافؤ الاجتماعي من خلال توفير فرص متساوية للجميع وتقليل الاختلافات الاقتصادية بين الطبقات الاجتماعية.

 

يمكن للحكومات اعتماد هذه السياسات المالية لتحقيق العديد من الأهداف الاقتصادية والاجتماعية.

 

ما هي الفروقات بين السياسة النقدية والسياسة المالية؟

 

  • السياسة النقدية تعمل على ضبط العرض والطلب على النقد والائتمان في الاقتصاد.
  • بينما السياسة المالية تهتم بإدارة الموارد المالية للحكومة.

 

توجد بعض الاختلافات الأخرى بينهما، وتشمل:

 

الهدف الرئيسي

 

  • تهدف السياسة النقدية إلى تحقيق الاستقرار النقدي والاقتصادي.
  • بينما تهدف السياسة المالية إلى تحقيق الاستقرار المالي وتوفير التمويل اللازم لبرامج الحكومة.

 

الأدوات المستخدمة

 

  • تستخدم السياسة النقدية أدواتٍ مثل سياسة الفائدة والاحتياطي النقدي لتحقيق أهدافها.
  • في حين تستخدم السياسة المالية أدواتٍ مثل الإنفاق الحكومي والضرائب والديون العامة.

 

النطاق الزمني

 

  • قد تكون السياسة النقدية قصيرة المدى وتتغير بسرعة لمواجهة التطورات الفورية في الاقتصاد.
  • في حين تكون السياسة المالية طويلة المدى وتعكس رؤية استراتيجية للحكومة.

 

المسؤولية

 

  • تتحمل البنوك المركزية المسؤولية الرئيسية في تنفيذ السياسة النقدية.
  • بينما تتحمل الحكومة المسؤولية الرئيسية في تنفيذ السياسة المالية.

 

التأثير

 

  • قد يكون للسياسة النقدية تأثيرًا مباشرًا على القطاع المالي والسيولة
  • بينما يكون للسياسة المالية تأثيرًا أوسع على العديد من جوانب الاقتصاد مثل النمو والتشغيل والدخل الوطني.

 

 


 

ختاماً عزيزي القارئ:

إن هذه الفروقات بين السياستين تشكل فارقاً مهماً في عالم الاقتصاد وهذا ما عليك إدراكه لمعرفة الاعتماد الأكبر من قبل الحكومة على السياسة المالية أو النقدية من أجل أن تتخذ الخطط الصحيحة الخاصة بإدارة الشركات والبنوك المركزية وخطط التداول.

 


 

 

اقرأ أيضًا:

افتراضات الاقتصاديين في نماذجهم الاقتصادية

ما هو تأثير الدخل في الاقتصاد ؟!

 

 

مشاركة

LinkedIn
Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram
Email

القائمة