المحاسبة المالية مقابل المحاسبة الإدارية: ما الفرق؟

المحاسبة المالية مقابل المحاسبة الإدارية: نظرة عامة

تُعدّ المحاسبة المالية والمحاسبة الإدارية فرعين من أكبر أربعة فروع مهنية ، بالإضافة إلى المحاسبة الضريبية والتدقيق. ورغم أوجه التشابه العديدة في النهج والاستخدام، إلا أن هناك اختلافات جوهرية، يتركز معظمها حول الامتثال ومعايير المحاسبة والفئات المستهدفة.

الأهداف الرئيسية لكلا ممارسات المحاسبة

الهدف الرئيسي للمحاسبة الإدارية هو توفير معلومات مفيدة لاتخاذ القرارات الداخلية للشركة. يجمع مديرو الأعمال المعلومات التي تُسهم في التخطيط الاستراتيجي، وتساعد الإدارة على وضع أهداف واقعية، وتشجع على توجيه موارد الشركة بكفاءة.

للمحاسبة المالية بعض الاستخدامات الداخلية أيضًا، إلا أن تركيزها ينصب على إعلام الجهات الخارجية. وتُعدّ الحسابات الختامية أو البيانات المالية المُعدّة من خلال المحاسبة المالية مُصممة للكشف عن أداء الشركة التجاري وسلامتها المالية.

يتم إنشاء المحاسبة الإدارية لمديري الشركة التنفيذيين. أما المحاسبة المالية، فتُنشأ لمستثمريها ودائنيها والجهات التنظيمية في قطاعها.

الاستخدام الماضي والحاضر

المعلومات التي يتم إنتاجها من خلال المحاسبة المالية تاريخيةٌ تمامًا. يحتوي البيان المالي على بياناتٍ لفترةٍ زمنيةٍ مُحددة.

تهتم المحاسبة الإدارية بالأداء السابق، وتنشئ أيضًا توقعاتٍ للأعمال . وتُتخذ القرارات التجارية بناءً على هذا النوع من المحاسبة.

غالبًا ما يستخدم المستثمرون والدائنون البيانات المالية لوضع توقعاتهم الخاصة. وبهذا المعنى، لا تُعتبر المحاسبة المالية رجعية تمامًا.

ومع ذلك لا يتم السماح بالتنبؤ بالمستقبل في البيانات الصادرة عن المحاسب المالي.

التنظيم والتوحيد

الفرق العملي الأكبر بين المحاسبة المالية والمحاسبة الإدارية يكمن في وضعها القانوني. فالتقارير الصادرة عن المحاسبة الإدارية تُتداول داخليًا فقط. ولكل شركة حرية وضع نظامها الخاص وقواعدها الخاصة بشأن التقارير الإدارية.

في المقابل تخضع تقارير المحاسبة المالية لرقابة صارمة، وخاصةً بيان الدخل ، والميزانية العمومية ، وبيان التدفقات النقدية . ونظرًا لأن هذه المعلومات يتم نشرها  للجمهور ويترقبها المستثمرون بفارغ الصبر، فإن الشركات تُولي اهتمامًا بالغًا لكيفية إجراء حساباتها، وكيفية الإبلاغ عن الأرقام، وصيغة ظهور هذه التقارير.

يضع مجلس معايير المحاسبة المالية (FASB) ، تحت إشراف هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) ، قواعد المحاسبة المالية في الولايات المتحدة. ويُشار إلى مجموع هذه القواعد باسم مبادئ المحاسبة المقبولة عمومًا (GAAP) .

يتيح هذا التوحيد للمستثمرين والمقرضين والمحللين مقارنة الشركات بشكل مباشر على أساس بياناتها المالية.

علاوة على ذلك، يتم إصدار البيانات المالية وفقًا لجدول زمني منتظم، مما يؤدي إلى إرساء الاتساق في تدفقات المعلومات الخارجية.

تفاصيل التقارير

تميل تقارير المحاسبة المالية إلى أن تكون مُجمّعة وموجزة وعامة. المعلومات أكثر شفافية وأقل كشفًا في آنٍ واحد.

هذا ليس هو الحال في المحاسبة الإدارية، إذ قد تكون هناك أسباب لتسليط الضوء على معلومات ذات أهمية خاصة أو حتى التقليل من أهمية معلومات غير ذات أهمية. على سبيل المثال، قد ترغب في إدراج مكافآت أقل ضمن إجمالي النفقات لتجنب إثارة غضب الموظفين من المستويات المتوسطة إلى الدنيا الذين يطلعون على التقرير.

تتميز تقارير المحاسبة الإدارية بطابعها التفصيلي والتقني والمحدد، بل والاستكشافي. تسعى الشركات دائمًا إلى تحقيق ميزة تنافسية، لذا قد تفحص تفاصيل كثيرة قد تبدو مملة أو مربكة للجهات الخارجية.

خلاصة القول

إن الاختلافات الرئيسية بين المحاسبة الإدارية والمحاسبة المالية تتعلق بالمستخدمين المستهدفين للمعلومات.

تهدف معلومات المحاسبة الإدارية إلى مساعدة المديرين على اتخاذ قرارات عمل مدروسة بشأن توجه الشركة. تُقدم المحاسبة المالية تقارير عن أداء الشركة لفترة زمنية محددة، وتُقدمها بأبسط طريقة ممكنة.

يجب على المحاسبين الماليين الالتزام بمعايير محددة للحفاظ على مكانة الشركة كشركة مساهمة عامة. حتى الشركات الخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية ملزمة بالامتثال لمعايير المحاسبة المقبولة عمومًا (GAAP) لتلبية متطلبات الإفصاح للمؤسسات المالية التي تقترض منها.

لأن المحاسبة الإدارية ليست مخصصة للمستخدمين الخارجيين، فيمكن تعديلها لتلبية الاحتياجات المحددة لمستخدميها المستهدفين في الوقت المناسب. وقد يختلف هذا اختلافًا كبيرًا من شركة إلى أخرى، بل وحتى من قسم إلى آخر داخل الشركة.