القيمة الجوهرية للسهم: ما هي وكيفية حسابها؟

القيمة الجوهرية للسهم: ما هي وكيفية حسابها؟

القيمة الجوهرية للأسهم: ما هي وكيفية حسابها؟

 

 

اكتشف القيمة الجوهرية للسهم بعيداً عن تقلبات السوق. دليلك الشامل لفهم وحساب القيمة الحقيقة للأسهم لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة…

 

 

عندما يفكّر المستثمرون الجادون في سوق الأسهم، فإنهم لا يكتفون بالنظر إلى سعر السهم المتداول في السوق فحسب. بل يسعون للغوص أعمق لتحديد “القيمة الحقيقية” للشركة، وهي ما نطلق عليه القيمة الجوهرية (Intrinsic Value). هذه القيمة تمثل الجوهر الأساسي للسهم، مستندة إلى أصول الشركة، تدفقاتها النقدية، وأرباحها، بعيداً عن تقلبات السوق العاطفية أو أوهام المضاربة.

يعدّ مستثمرو القيمة، وعلى رأسهم الأسطورة “وارن بافيت”، من أبرز رواد هذا الفكر. هم يعتبرون القيمة الجوهرية بوصلتهم، يبحثون عن الفرص الذهبية حيث ينخفض سعر السهم السوقي عن قيمته الجوهرية الحقيقية. بالتركيز على مقاييس موضوعية بدلاً من ضجيج السوق أو اتجاهاته الآنية، يهدف هؤلاء المستثمرون إلى اكتشاف أسهم وأصول أخرى مقومة بأقل من قيمتها، والتي قد يغفل عنها المستثمرون الآخرون.

في هذا المقال سنأخذك في رحلة لاستكشاف كيفية حساب هذه القيمة الجوهرية، مستعرضين طرقاً عملية ومباشرة تُمكنك من تطبيقها.


النقاط الرئيسية

  • القيمة الجوهرية تقيس قيمة سهم الشركة بناءً على عوامل أساسية وموضوعية مثل التدفق النقدي، الأصول، والأرباح، متجاهلة معنويات السوق قصيرة الأجل.

  • قد يُشكل السهم فرصة شراء ذهبية إذا كان سعره السوقي أقل من قيمته الجوهرية، أو فرصة بيع عندما يتم تداوله بسعر أعلى منها.

  • يعتمد المحللون الماليون على عدة طرق مجربة لحساب القيمة الجوهرية، مثل نماذج خصم الأرباح، تحليل التدفق النقدي المخصوم، وأساليب الدخل المتبقي.

  • تعتمد دقة حسابات القيمة الجوهرية بشكل كبير على جودة البيانات المستخدمة وواقعية الافتراضات.

  • على الرغم من أن فهم القيمة الجوهرية ليس ضمانًا لنجاح الاستثمار، إلا أنه يعزز قدرة المستثمر على اتخاذ قرارات أكثر استنارة مبنية على الأساسيات المتينة للشركة.


 

 

 

ما هي القيمة الجوهرية للأسهم ؟

لطالما انقسم المستثمرون لأجيال حول سؤالين جوهريين: هل يمكن تحديد القيمة “الحقيقية” للسهم؟ وإذا كان ذلك ممكنًا، فهل يؤثر ذلك على أسعار السوق؟

يؤمن مستثمرو القيمة بأن لكل سهم قيمة جوهرية فريدة، وهي قيمة أساسية يمكن الوصول إليها عبر تحليل شامل لأعمال الشركة، مؤشراتها المالية، وآفاقها المستقبلية. هذا النهج يختلف جذرياً عن فلسفات الاستثمار الأخرى:

  • المحللون الفنيون يزعمون أن أساسيات الشركة تنعكس بالفعل (أو يتم تجاهلها) في سعر سهمها، وأن أفضل طريقة للتنبؤ بتحركات الأسعار المستقبلية هي عبر تحليل الرسوم البيانية وأنماط التداول.
  • مستثمرو الزخم يتبعون اتجاهات الأسعار ومعنويات السوق، ويشترون الأسهم التي تشهد ارتفاعاً، بغض النظر عن قيمتها الأساسية.
  • منظرو السوق الفعالة يزعمون أن أسعار الأسهم تعكس بالفعل كل المعلومات المتاحة، مما يجعل من المستحيل تقريباً تحديد الأسهم المقومة بأقل من قيمتها الحقيقية أو المبالغ في قيمتها باستمرار.

 

 

على النقيض، يرى مستثمرو القيمة أن السوق غالباً ما تحركه العواطف مثل الخوف والطمع، مما قد يؤدي إلى انحراف أسعار الأسهم عن قيمتها الحقيقية. من خلال حساب القيمة الجوهرية، يسعى هؤلاء المستثمرون لتحديد الشركات الواعدة التي لا تعكس أسعارها السوقية قيمتها الحقيقية، مما يتيح لهم فرصاً لشراء أسهم مقومة بأقل من قيمتها أو بيع أسهم مرتفعة القيمة.

يمكن للمستثمرين استخدام عدة مقاييس أولية تساعد في تحديد القيمة الجوهرية للسهم، ويمكن إيجادها في معظم قوائم الأسهم:

  • التدفق النقدي الحر (Free Cash Flow – FCF): يمثل النقد المتبقي لدى الشركة بعد تغطية نفقاتها التشغيلية واستثماراتها الرأسمالية (مثل شراء المعدات أو تحسين المصانع). عندما تُحقق الشركة تدفقاً نقدياً حراً إيجابياً، فهذا يعني أن لديها الموارد الكافية لإعادة الاستثمار في النمو، تخفيض الديون، توزيع الأرباح على المساهمين، أو إعادة شراء الأسهم.
  • نسبة السعر إلى القيمة الدفترية (Price-to-Book Ratio – P/B): تقيس هذه النسبة قيمة أصول الشركة الصافية (القيمة الدفترية) وتقارنها بسعر السهم في السوق. بشكل عام عندما يكون السعر السوقي أقل من قيمة الأصول الصافية، قد يُشير ذلك إلى أن السهم مقوم بأقل من قيمته الحقيقية.
  • نسبة السعر إلى الأرباح (Price-to-Earnings Ratio – P/E): تُظهر هذه النسبة المبلغ الذي يدفعه المستثمرون مقابل كل دولار من أرباح الشركة. استخدامها يساعد في تحديد ما إذا كان سعر السهم يعكس بشكل عادل سجل أرباح الشركة أو أنه مقوم بأقل من قيمته الحقيقية.

 

 

 

 

نماذج لحساب القيمة الجوهرية

بالإضافة إلى المقاييس المذكورة أعلاه، طوّر المحللون نماذج أكثر تعقيداً لتحديد القيمة الجوهرية للسهم. كل نهج يسعى لاستكشاف جوانب مختلفة من القيمة الأساسية للشركة، لكنها جميعاً تشترك في قاسم مشترك: النقد هو الأساس. فقدرة الشركة على توليد النقد – سواء من خلال توزيعات الأرباح، الأرباح المحتجزة، أو التدفق النقدي الحر – هي ما يحدد قيمتها الجوهرية في نهاية المطاف.

1. نماذج التدفق النقدي المخصوم (Discounted Cash Flow – DCF): تتبع الأموال

يعتبر تحليل التدفق النقدي المخصوم (DCF) الطريقة الأكثر شيوعاً وتفضيلًا لتحديد القيمة الجوهرية. يفضله العديد من المحللين لتركيزه على المقياس الأدق لقيمة الشركة: التدفق النقدي الحر.

حيث يقيّم هذا النهج قدرة الشركة على توليد النقد بعد احتساب جميع نفقات التشغيل والاستثمارات اللازمة للحفاظ على أعمالها وتنميتها. إليكِ الصيغة الأساسية:

حيث:

  • : التدفق النقدي في الفترة n
  • : معدل الخصم، وغالباً ما يكون متوسط التكلفة المرجحة لرأس المال (WACC)

 

 

كما ترى، يتميز نموذج DCF بما يلي:

  • لا يشمل النفقات غير النقدية مثل الاستهلاك.
  • يشمل النفقات الرأسمالية للمعدات والأصول.
  • يأخذ في الاعتبار التغيرات في رأس المال العامل.
  • يمثل النقد الفعلي المتاح للمستثمرين.

 

 

هذه الخصائص هي السبب وراء انتشار هذا النهج على نطاق واسع:

  • ينطبق على أي شركة تولد تدفقاً نقدياً، سواء كانت تدفع أرباحاً أم لا.
  • يلتقط القوة الفعلية لتوليد النقد في الشركة.
  • يعكس كلاً من العمليات الجارية واستثمارات النمو المستقبلية.
  • يأخذ في الحسبان القيمة الزمنية للمال من خلال معدل الخصم.

يبقى التحدي الرئيسي لنموذج التدفقات النقدية المخصومة في دقة التنبؤ بالتدفقات النقدية المستقبلية وتحديد معدل خصم واقعي.

2. نماذج خصم الأرباح (Dividend Discount Model – DDM):

يُعدّ نموذج خصم الأرباح (DDM) أحد أقدم الطرق وأكثرها مباشرة لحساب القيمة الجوهرية. الفكرة بسيطة: قيمة السهم اليوم تساوي مجموع جميع مدفوعات الأرباح المستقبلية، مخصومةً إلى قيمتها الحالية. هذا يعكس مبدأً أساسياً في الاستثمار القيمي، وهو أن أي أصل يستحق النقد الذي يمكن أن يدره لمالكيه. هناك العديد من الآلات الحاسبة المتاحة عبر الإنترنت لمساعدتك في تطبيق هذا النموذج.

الصيغة الأساسية لـ DDM (في أبسط صورها لنمو ثابت) هي كما يلي:

حيث:

  • : توزيعات الأرباح المتوقعة للسهم الواحد في الفترة القادمة
  • : تكلفة حقوق رأس المال (معدل العائد المطلوب للمستثمرين)
  • : معدل نمو الأرباح الدائم

 

 

تتضمن هذه الصيغة ثلاثة عناصر أساسية للقيمة الجوهرية:

  • التدفقات النقدية المستقبلية المتوقعة (من الأرباح).
  • المخاطر (تنعكس في تكلفة رأس المال).
  • إمكانات النمو (التي يتم التقاطها من خلال معدل نمو الأرباح).

 

 


مهم:

في سياق عقود الخيارات (Options Contracts)، تشير “القيمة الجوهرية” إلى مقدار “كون الخيار في المال” (in-the-money)، وهي تختلف عن مفهومها في تقييم الأسهم.


3. نموذج جوردون للنمو (Gordon Growth Model – GGM):

يقدم نموذج نمو جوردون (GGM) نهجًا أكثر ملاءمةً للشركات المستقرة والناضجة التي يُفترض أن تنمو أرباحها بمعدل ثابت إلى أجل غير مسمى. هذا الافتراض معقول للشركات الرائدة الراسخة ذات نماذج الأعمال المستقرة.

الصيغة هي:

حيث:

  • : القيمة الحالية للسهم
  • : الأرباح المتوقعة بعد عام واحد من الآن
  • : معدل العائد المطلوب لمستثمري الأسهم
  • : معدل النمو السنوي في الأرباح الدائم

 

 

 

يعد هذا النموذج مفيدًا بشكل خاص لتقييم:

  • شركات مستقرة وناضجة ذات سياسات توزيع أرباح ثابتة.
  • الشركات في الصناعات المنظمة (مثل المرافق).
  • الشركات التي تنمو بما يتماشى مع الاقتصاد الأوسع.
  • مؤشرات السوق على مدى فترات طويلة.

 


نصيحة

بالنسبة لنموذج GGM، يُنصح بالالتزام بشركات تحقق معدل نمو اقتصادي عام أو أقل. أما بالنسبة للشركات ذات النمو المرتفع أو الشركات في مراحلها المبكرة ذات توزيعات الأرباح المتغيرة، فإن أساليب التقييم الأخرى تُعطي نتائج أفضل.


4. نماذج الدخل المتبقي (Residual Income Models):

بينما تجدي نماذج توزيع الأرباح نفعًا مع الشركات التي توزّع أرباحاً منتظمة، ماذا عن الشركات التي تعيد استثمار معظم أرباحها أو لا تُوزّع أي أرباح على الإطلاق؟ هنا يأتي دور نماذج الدخل المتبقي.

و تركّز هذه النماذج على قدرة الشركة على تحقيق أرباح تتجاوز تكلفة رأس مالها (الأموال التي تجمعها الشركة من المساهمين)، أي الأرباح التي تتخطى العائد المطلوب من المستثمرين.

صيغة الدخل المتبقي هي كما يلي:

حيث:

  • : القيمة الحالية للسهم
  • : القيمة الدفترية الحالية لحقوق ملكية الشركة
  • : الدخل المتبقي للشركة في الفترة الزمنية t
  • : تكلفة حقوق الملكية (معدل العائد المطلوب من المساهمين)

 

 

يقدم هذا النموذج العديد من المزايا:

  • يعمل مع الشركات التي لا تدفع أرباحًا.
  • يأخذ في الاعتبار تكلفة رأس المال.
  • يدرك أن المستثمرين يتوقعون عائدات تتجاوز مجرد استعادة استثماراتهم الأولية.

 

 

بجمع هذه الأفكار، يمثل الدخل المتبقي القيمة الاقتصادية التي تُحققها الشركة فوق عائد حقوق الملكية المطلوب.

فعلى سبيل المثال: إذا كان لدى شركة رأسمال قدره 100 مليون دولار أمريكي، وتكلفة حقوق ملكية قدرها 10%، فإنها تحتاج إلى تحقيق ربح قدره 10 ملايين دولار أمريكي لتغطية تكلفة رأس مالها. أي أرباح تتجاوز ذلك تمثل دخلاً متبقياً، أي خلق قيمة حقيقية للمساهمين.


مهم

تكلفة حقوق الملكية () هي معدل العائد الذي يجب على الشركة تقديمه للمستثمرين لتعويضهم عن مخاطر الاستثمار في أسهمها، وهو ما يعكس العوائد المتوقعة التي يحتاجها المساهمون لاستثماراتهم. وغالبًا ما تُقدَّر هذه التكلفة باستخدام نماذج مثل نموذج تسعير الأصول الرأسمالية (CAPM).


لماذا القيمة الجوهرية مهمة؟

إن فهم القيمة الجوهرية ليس مجرد سؤال فلسفي حول “ما هي قيمة الشركة أصلًا؟ هل هي سعر السوق؟ أم شيء آخر؟” بل هو أداة عملية حاسمة لاتخاذ قرارات استثمارية أفضل. بمقارنة القيمة الجوهرية المحسوبة للسهم بسعره السوقي، يمكن للمستثمرين تحديد فرص الاستثمار الواعدة، والأهم من ذلك، تجنب الأسهم المبالغ في قيمتها التي قد تلحق الضرر بمحافظهم.

هامش الأمان (Margin of Safety):

لا يشتري المستثمرون المحنكون أسهمًا لمجرد أنها تبدو أقل من قيمتها الحقيقية بقليل. بل يبحثون عما أسماه “بنجامين غراهام”، رائد الاستثمار القيمي، “هامش الأمان” – وهو انخفاض كبير وملحوظ في سعر السهم عن قيمته الجوهرية.

على سبيل المثال، لنفترض أنك تنظر إلى سهم يحتوي على ما يلي:

  • القيمة الجوهرية المحسوبة: 50 دولارًا للسهم
  • هامش الأمان المطلوب: 25%
  • سعر الشراء المستهدف: 37.50 دولارًا أو أقل ()

 

 

إن هامش الأمان هذا يفعل الآتي للمستثمرين:

  • يأخذ في الاعتبار الأخطاء المحتملة في الافتراضات أو الحسابات.
  • يوفر حماية ضد الانخفاضات غير المتوقعة في السوق.
  • يوفر إمكانات أكبر للصعود إذا أثبتت الحسابات دقتها.
  • يقلل من مخاطر خسارة رأس المال الدائمة.

 

 

مثال:

لنفترض أن شركةً تُتداول أسهمها حاليًا بسعر 40 دولارًا أمريكيًا. بعد إجراء تحليل شامل للتدفقات النقدية المخصومة، تُقدّر قيمتها الجوهرية بـ 60 دولارًا أمريكيًا للسهم. هذا يشير إلى احتمالية ارتفاع قيمتها بمقدار 20 دولارًا أمريكيًا (أي بزيادة 50% عن سعر السهم الحالي البالغ 40 دولارًا أمريكيًا). مع ذلك، وإدراكًا منّا أن حساباتنا تتضمن افتراضات حول النمو المستقبلي وظروف السوق، يُمكننا تطبيق هامش أمان بنسبة 20% على تقديرنا للقيمة الجوهرية.

  • القيمة الجوهرية: 60 دولارًا
  • هامش الأمان (20% من $60): 12 دولارًا
  • الحد الأقصى لسعر الشراء: 48 دولارًا ($60 – $12)

 

 

حتى لو كان تقديرك للقيمة الجوهرية متفائلاً، فإن هامش الأمان يحميك من أخطاء الحساب المعتدلة مع الاستمرار في تقديم عوائد محتملة جذابة.

يساعدك هذا النهج المنهجي للتقييم أيضًا في ما يلي:

  • اتخاذ قرار بشأن الاستثمارات بناءً على الأساسيات المتينة وليس على العواطف أو ضجيج السوق.
  • تجنب دفع مبالغ زائدة مقابل الأسهم.
  • الحماية من مخاطر الجانب السلبي.
  • الحفاظ على الانضباط في الأسواق المتقلبة.

 

 

 

الأسئلة الشائعة حول القيمة الجوهرية للسهم

 

 

1. كيف يتم حساب متوسط ​​التكلفة المرجحة لرأس المال (WACC)؟

متوسط ​​التكلفة المرجحة لرأس المال (WACC) هو مقياس مالي يحسب التكلفة الإجمالية لرأس مال الشركة، ويجمع بين تكاليف كلٍّ من الدين وحقوق الملكية بناءً على نسبتهما في هيكل رأس مال الشركة. ويمثل هذا الحد الأدنى من العائد الذي يجب أن تحققه الشركة لإرضاء مستثمريها ودائنيها. الصيغة الأساسية هي كما يلي:

حيث:

  • = القيمة السوقية للأسهم
  • = القيمة السوقية للدين
  • = إجمالي القيمة السوقية ()
  • = تكلفة حقوق الملكية
  • = تكلفة الدين
  • = معدل ضريبة الشركات.

 

 

2. ما هي العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى تغير القيمة الجوهرية للشركة بمرور الوقت؟

تتغير القيمة الجوهرية للشركة باستمرار استجابةً لعوامل داخلية وخارجية. داخليًا، يمكن لقرارات الإدارة المتعلقة بتخصيص رأس المال، والتحولات في الكفاءة التشغيلية، وتغيرات هوامش الربح، أن تؤثر بشكل كبير على القيمة. خارجيًا، تشمل العوامل تغيرات ظروف السوق العامة، المنافسة الشرسة، اللوائح التنظيمية الجديدة، والابتكارات المزعزعة.

3. ما هو الفرق بين القيمة السوقية والقيمة الجوهرية؟

القيمة السوقية هي سعر سهم الشركة المتداول في البورصة. تعتمد بشكل أساسي على العرض والطلب، وتتأثر بتقلبات السوق، الأخبار، ومعنويات المستثمرين. أما القيمة الجوهرية فهي القيمة الحقيقية للشركة، ويمكن اعتبارها القيمة الفعلية للعمل التجاري عند أخذ قيمة أصولها والتزاماتها وتدفقاتها النقدية المستقبلية في الاعتبار، بمعزل عن تأثيرات السوق قصيرة الأجل.

4. هل هناك طريقة لإدراج قيمة ما يسميه وارن بافيت “الخنادق”؟

بالتأكيد! عند تقييم الشركات بناءً على “الخنادق الاقتصادية” (Economic Moats) – أي المزايا التنافسية المستدامة التي تحمي أرباحها – يعدّل المحللون نماذجهم لتعكس هذه المزايا. عادةً ما يُمكّن الخندق الاقتصادي القوي الشركة من الحفاظ على ربحية أعلى لفترات أطول. يتم ترجمة هذا إلى نماذج التقييم من خلال عدة آليات: فقد يمدّد المحللون فترة النمو المرتفع في نماذج التدفقات النقدية المخصومة، أو يطبّقون معدلات خصم أقل لتعكس انخفاض مخاطر الأعمال بسبب هذا الخندق.

على سبيل المثال، قد تضمن الشركة التي تتمتع بتأثيرات شبكية قوية (مثل فيسبوك) أو تكاليف تحويل عالية للعملاء (مثل شركات برمجيات الأعمال) فترة أطول من معدلات النمو فوق السوق في نموذج التدفقات النقدية المخصومة، مما يعكس كيف من المتوقع أن يستمر وضعها التنافسي القوي.


خلاصة القول:

مع أن حساب القيمة الجوهرية ليس علماً دقيقاً تماماً، إلا أنه يوفر للمستثمر طريقة منهجية ومنطقية لاتخاذ قرارات استثمارية مدروسة بناءً على التحليل الأساسي. يستخدم مستثمرو القيمة هذه الحسابات لا للتنبؤ بمكاسب الأسعار الفورية، بل لتحديد الشركات التي انحرف سعرها السوقي بشكل كبير عن قيمة أعمالها الأساسية.

عادةً ما يجمع مستثمرو القيمة الناجحون بين أكثر من طريقة تقييم واحدة للتحقق من تقديراتهم، والبقاء متحفظين بشأن افتراضات النمو والتوقعات الأخرى، والحفاظ على هامش الأمان كشبكة أمان، وتحديث تقييماتهم باستمرار عند الحصول على معلومات جديدة. هذا النهج الشمولي هو مفتاح بناء ثروة مستدامة في عالم الاستثمار.


ما هي القيمة الجوهرية للسهم

نهج المقارنة لتقييم الأسهم

4 نسب مالية أساسية لتقييم الأسهم

كيف تصبح محلل أسهم خاص بك

كيفية تحديد قيمة الأسهم المفضلة

التحليل النوعي في الاستثمار

 


 

مشاركة

LinkedIn
Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram
Email

القائمة