ما هو التداول عالي التردد (HFT)

التداول عالي التردد (HFT): الأساسيات والآليات وتأثيراته على الأسواق

التداول عالي التردد (HFT): الأساسيات والآليات وتأثيراته على الأسواق

 

اكتشف التداول عالي التردد (HFT) وكيف يستخدم الخوارزميات لتنفيذ ملايين الصفقات في أجزاء من الثانية. تعرف على مزايا السرعة وتحديات استقرار السوق…

 

 

فهم التداول عالي التردد (HFT)

 

يعتمد التداول عالي التردد (HFT) على برامج حاسوبية متطورة و خوارزميات معقدة لتنفيذ أعداد هائلة من الأوامر في أجزاء من الثانية. حيث تحلل هذه الخوارزميات أسواقًا متعددة بسرعة فائقة وتستجيب لظروف السوق المتغيرة لتنفيذ الصفقات بكفاءة.

كما تتيح سرعات التنفيذ الفائقة للمتداولين والمؤسسات المالية الاستفادة من فروق الأسعار الضئيلة لتحقيق ربحية أعلى، وهو ما يميز التداول عالي التردد من خلال ارتفاع معدلات دوران التداول ونسب الطلبات إلى الصفقات.

 

النقاط الرئيسية:

  • السرعة والكفاءة: يستخدم التداول عالي التردد برامج كمبيوتر متطورة لتنفيذ عدد كبير من الصفقات في أجزاء من الثانية، مما يوفر مزايا تنافسية هائلة.
  • تضييق الفروق: ساهم في تحسين سيولة السوق وتضييق فروق العرض و الطلب.
  • المخاطر النظامية: يثير مخاوف بشأن استقرار السوق ونزاهته، خاصةً بعد الاضطرابات السوقية المفاجئة التي شهدتها الأسواق العالمية في الماضي.
  • الانتشار: يمتد تأثيره إلى أسواق مختلفة، بما في ذلك سوق العملات المشفرة.

 

 

شرح آليات التداول عالي التردد

 

التداول عالي التردد هو نوع من التداول الخوارزمي، حيث يستخدمه المتداولون لتحليل كميات ضخمة من البيانات واتخاذ قرارات وتنفيذ صفقات في ثوانٍ معدودة. يسهّل هذا النوع من التداول إتمام صفقات كبيرة في وقت قصير، مع تتبع تحركات السوق وتحديد فرص المراجحة.

 

 

تتضمن بعض الخصائص الرئيسية للتداول عالي التردد ما يلي:

  • سرعات تنفيذ فائقة: تعتبر السرعة هي الميزة التنافسية الأساسية.
  • حجم المعاملات الكبير: ينفذ المتداولون عددًا هائلاً من الصفقات في فترة قصيرة.
  • آفاق استثمار قصيرة الأجل: تركز الاستراتيجيات على الاستفادة من تقلبات الأسعار الدقيقة والعابرة.

اكتسب التداول عالي التردد شعبيةً عندما قدمت البورصات حوافز للشركات لزيادة سيولتها السوقية، حيث تدفع البورصات رسوماً أو خصومات مقابل توفير السيولة، وهو ما يدر أرباحاً طائلة من ملايين المعاملات اليومية.

 

 

تقييم إيجابيات وسلبيات التداول عالي التردد

 

 

المزايا

 

  1. سرعة التنفيذ: يمكِّن البنوك والمتداولين من تنفيذ عدد كبير من الصفقات في غضون ثوانٍ، مما يعد الميزة الأساسية.
  2. تحسين سيولة السوق: ساهم التداول عالي التردد في زيادة السيولة المتاحة في السوق بشكل عام.
  3. تضييق فروق الأسعار: يساعد في تضييق فروق أسعار العرض والطلب، مما يقلل من تكاليف التداول بشكل هامشي.

 

العيوب والانتقادات

 

  1. التحركات السوقية المفاجئة: التداول عالي التردد مثير للجدل لأنه يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في السوق دون مبرر واضح، كما حدث في مناسبات سابقة حيث تسببت أوامر التداول الضخمة في موجات بيع واسعة النطاق أدت إلى انهيارات لحظية.
  2. إزالة التفاعل البشري: يعتمد بشكل كامل على نماذج وخوارزميات رياضية، مما يُزيل عملية اتخاذ القرار والتفاعل البشري.
  3. ميزة للشركات الكبرى: يستفيد منه غالباً الشركات الكبيرة والمؤسسات المالية على حساب صغار المتداولين.
  4. السيولة الوهمية: السيولة التي يوفرها التداول عالي التردد قد تكون وهمية؛ حيث تظهر وتختفي بسرعة فائقة، مما يمنع المتداولين من تداول هذه السيولة بشكل فعلي.

 

 

التداول عالي التردد في أسواق العملات المشفرة

 

يتم تطبيق التداول عالي التردد بشكل واسع في سوق العملات المشفرة أيضاً. إذ يعمل بنفس طريقة عمله في الأسواق التقليدية، حيث يستخدم الخوارزميات لتحليل بيانات العملات المشفرة ويسهّل تنفيذ عدد كبير من الصفقات دفعةً واحدة خلال فترة زمنية قصيرة. هذه السرعة تمكن الكيانات التجارية الكبرى من تنفيذ أوامر تداول كبيرة بسرعة فائقة في سوق العملات المشفرة.

 

 


 

الخلاصة

ساهم التقدم التكنولوجي في تطور عالم التداول بشكل غير مسبوق. سهّلت الحواسيب والخوارزميات تحديد الفرص وتسريع تنفيذ التداول.

إذ يعد التداول عالي التردد أداة قوية تتيح للكيانات الكبرى تنفيذ أوامر ضخمة بسرعة فائقة. ومع ذلك وعلى الرغم من سهولة العملية وسرعتها، يجب على الأسواق والمستثمرين الانتباه إلى عيوبه، ولا سيما خطر التسبب في تحركات سوقية كبيرة وإزالة التدخل البشري الضروري في بعض الأحيان.

 


 


مشاركة

LinkedIn
Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram
Email

القائمة