إليك 10 أخطاء في تقييم الأعمال وكيفية تجنبها

يدرك كل صاحب عمل أهمية تقييم أعماله بدقة، خاصةً عند البحث عن بيع أو دمج. ومع ذلك، قد يكون التعامل مع عملية تقييم الأعمال المعقدة أمرًا صعبًا، مع احتمالية وقوع العديد من الأخطاء. سنستعرض أدناه أخطاء تقييم الأعمال الشائعة ونقدم إرشادات حول كيفية تجنبها لأصحاب الأعمال.

أهمية تقييم الأعمال

يعد تقييم الأعمال جانبًا بالغ الأهمية في أي عمل تجاري، إذ يُحدد قيمته ونموه المُحتمل. ويمكن أن يوفر التقييم الدقيق للشركة رؤىً ثاقبةً تسهم في اتخاذ القرارات والتخطيط الاستراتيجي.

سواءً كنت تسعى لبيع مشروعك، أو جذب مستثمرين، أو الاندماج مع شركة أخرى، فإن معرفة القيمة الحقيقية لشركتك أمرٌ أساسي.

ومع ذلك، فبدون المعرفة والتوجيه المناسبين، قد يقع أصحاب الأعمال في أخطاء شائعة في التقييم، والتي قد تؤثر بشكل كبير على نتائج أي معاملة.

أنواع مختلفة من تقييم الأعمال

هناك عدة طرق لتقييم الأعمال، لكل منها مزاياها وعيوبها. تشمل أكثرها شيوعًا المنهج القائم على الأصول، والمنهج القائم على السوق، والمنهج القائم على الدخل.

وحسب طبيعة وخصائص كل شركة، قد يستخدم أصحابها منهجية واحدة أو أكثر لتحديد تقييم دقيق. يجب على أصحاب الأعمال فهم مناهج التقييم المختلفة واختيار المنهج الأنسب لنموذج أعمالهم.

الفرق بين التقييم والتقدير

التقييم والتثمين مصطلحان يتم استخدامهما غالبًا بالتبادل، ولكن بينهما فروق دقيقة.

• فـ تقييم الأعمال هو عملية تحديد القيمة الحقيقية للشركة بعد دراسة جوانبها المالية وغير المالية، مثل الأصول والخصوم واتجاهات السوق وإمكانات النمو، وغيرها.
• أما التقدير فهو وثيقة أو تقرير رسمي يُحدد قيمة الشركة، ويُجريه عادةً مُثمِّن محترف.

أخطاء شائعة في تقييم الأعمال

هناك العديد من الأخطاء التي قد يرتكبها أصحاب الأعمال عند تقييم شركاتهم. بفهم هذه الأخطاء وتجنبها، يمكنك تحسين دقة تقييمك وحماية مصالحك.

عدم فهم الآثار الضريبية لحالة كيانك

يمكن أن يؤثر الهيكل القانوني لأي شركة، سواءً كانت شركة ذات مسؤولية محدودة أو شركة تضامن أو شراكة، بشكل كبير على الضرائب عند نقل الملكية.

 فلكل نوع من أنواع الكيانات خصائص واعتبارات مختلفة يجب مراعاتها عند تحديد هيكل الصفقة، والقيمة النهائية التي ستحصل عليها من بيع عملك (بعد الضرائب).

 فعلى سبيل المثال: قد تكون هياكل الملكية في الشركات أكثر تعقيدًا وآثارًا ضريبية من الشركات ذات المسؤولية المحدودة. قد يؤدي عدم فهم الآثار الضريبية لوضعك ككيان إلى تقييمات غير دقيقة وعواقب قانونية أو مالية محتملة.

التقليل من تقدير التدفق النقدي لشركتك

يُعد التدفق النقدي جانبًا بالغ الأهمية في أي عمل تجاري، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على قيمته. يرتكب العديد من أصحاب الأعمال خطأً يتمثل في التقليل من تقدير تدفقاتهم النقدية أو افتراض ثباتها.

ومع ذلك، فإن الأحداث غير المتوقعة، مثل الركود الاقتصادي أو تغيرات طلب السوق، يمكن أن تؤثر سلبًا على التدفق النقدي، مما يجعل التقييم الدقيق أمرًا صعبًا. من الضروري أن يكون لديك فهم واقعي لتدفقك النقدي عند تقييم عملك لتجنب أي اختلافات محتملة.

عدم توثيق أصولك والتزاماتك بشكل صحيح

يعدّ التوثيق السليم للأصول والخصوم أمرًا بالغ الأهمية لتقييم الأعمال بدقة.

تشمل الأصول عناصر ملموسة، مثل المعدات والمخزون والممتلكات، وأصولًا غير ملموسة، مثل براءات الاختراع والعلامات التجارية.

أما الخصوم فتشمل أي ديون أو التزامات على الشركة.

تجاهل الأصول غير النقدية (السمعة التجارية، الملكية الفكرية، وما إلى ذلك)

بالإضافة إلى الأصول الملموسة، يمكن للشركات امتلاك أصول غير نقدية تسهم في قيمتها الإجمالية. ويمكن لسمعة الشركة التي تشير إلى قيمة علامتها التجارية وسمعتها، أن تُؤثر بشكل كبير على قيمتها.

في الواقع تعتمد معظم شركات الخدمات المهنية بشكل شبه حصري على قيمة سمعة الشركة. وبالمثل، يمكن للملكية الفكرية، مثل براءات الاختراع والعلامات التجارية وحقوق الطبع والنشر، أن تُضيف قيمةً للشركة.

عدم تقييم ظروف السوق واتجاهاتها

تؤثر ظروف السوق واتجاهاته بشكل كبير على قيمة أي شركة. على سبيل المثال، إذا كان هناك طلب كبير على الشركات في قطاعك، فقد ترتفع قيمة شركتك.

من ناحية أخرى، قد تؤدي الركودات الاقتصادية أو التغيرات في سلوك المستهلك إلى انخفاض قيمة الشركة.

الاعتماد بشكل كبير على مقارنات السوق

من أكثر طرق التقييم شيوعًا هو نهج السوق، والذي يتضمن مقارنة شركتك بشركات مماثلة تم بيعها مؤخرًا. مع أن هذا النهج قد يكون مفيدًا، إلا أن الاعتماد المفرط على مقارنات السوق قد يؤدي إلى تقييمات غير دقيقة. فكل شركة فريدة، وقد لا تنعكس عوامل مثل ثقافة الشركة وولاء العملاء وإمكانيات النمو في بيانات السوق.

التقليل من تأثير الرفع المالي

يشير مصطلح “الرافعة المالية”، أو التمويل بالدين، إلى استخدام الأموال المقترضة لتمويل مشروع تجاري. ورغم أن الرافعة المالية قد تكون مفيدة للنمو والتوسع، إلا أنها قد تؤثر أيضًا بشكل كبير على تقييم الأعمال. فالديون المفرطة قد تُقلل من قيمة الشركة من خلال زيادة المخاطر المالية وتقليص تدفقاتها النقدية.

عدم مراعاة العوامل الجغرافية

تلعب العوامل الجغرافية دورًا هامًا في تقييم الأعمال. على سبيل المثال: يؤثر موقع الشركة على حجم السوق، والمنافسة، وتكلفة مزاولة الأعمال.

 وقد تتمتع الشركات في المناطق الواعدة بتقييمات أعلى نظرًا لإمكاناتها في النمو والربحية. أما الشركات الواقعة في مواقع أقل ملاءمة، فتتمتع بتقييمات أقل.

تجاهل الآثار الضريبية

من الضروري مراعاة التبعات الضريبية المحتملة والتخطيط بناءً عليها عند بيع شركة أو دمجها.

على سبيل المثال: قد يكون تقييم الشركة ذات الدخل المرتفع الخاضع للضريبة أعلى نظرًا لإمكانية تحقيق أرباح مستقبلية. في حال نقل التزامات ضريبية كبيرة إلى المالك الجديد، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض قيمة الشركة.

من المهم استشارة خبير ضرائب عند تقييم شركتك لضمان مراعاة جميع التبعات الضريبية المحتملة.

عدم تعيين خبير تقييم محترف

بينما قد يحاول أصحاب الأعمال تقييم شركتهم بشكل مستقل، فإن الاستعانة بخبير تقييم محترف يمكن أن يوفر لك خبرة ورؤى قيّمة.

يتم تدريب الخبير المحترف على تقييم العوامل المختلفة التي تساهم في تقييم الأعمال، مثل البيانات المالية، واتجاهات السوق، والاعتبارات الخاصة بالقطاع، وغيرها.

كما يمكنه تقديم تقييم موضوعي لأعمالك، وهو أمر بالغ الأهمية في المفاوضات.

مع أن الاستعانة بخبير تقييم محترف قد تكون تكلفة إضافية، إلا أنها توفر لك المال من خلال ضمان تقييم دقيق وحماية مصالحك في أي معاملة.

اقرأ أيضًا ضمن سلسلة”كيفية تقييم الشركة”